مرحبًا بكم فى موقع بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات
 بحث متقدم ...   البحث عن

الصفحة الرئيسية

ميثاق الموقع

أخبار الموقع

قضايا الساعة

اسأل خبيراً

خريطة الموقع

من نحن

مقالات الإمام الغزالى

 

الحضارة بين الإيمان والإلحاد

• بقلم : الشيخ محمد الغزالي
• تاريخ : 06 - 01 - 2008
لا يختلف أحد مع نفسه أن العصر الذي نعيش فيه عصر طغيان المادة واستحكام أمرها وسيطرة نوازعها الطيبة والخبيثة على تقاليد الحياة وقوانينها. ونعنى بالمادة تغليب البدن على الروح وتغليب الدنيا على الآخرة. أو بتعبير أصرح: جحود ما وراء عالمنا المحسوس من حياة أخرى في يومنا القريب أو في غدنا البعيد وإطراح الأديان باعتبارها أفكارا تبدى وتعيد حول هذه المعاني...! وإن كان لا بأس من قبول الأديان من حيث كونها وصايا خلقية ونصائح شخصية ومسكنات اجتماعية!!. أما الإيمان بالله إيمانا ينطوي على الجد والتوقير والملاحظة ويرتقى إلى مصاف المسائل التي تهتم بها الدول وتعقد لها المؤتمرات على نحو ما نسمع به ونقرأ عنه فلا.. وأما الإيمان باليوم الآخر إيمانا يقذف في النفوس أن العمران البشرى إلى انقراض وأن النشاط الإنساني منقلب لا محالة يوما إلى حساب دقيق ونقد عميق كما يقول الشاعر: فإنك كالليل الذي هو مدركي وإن خلت أن المنأى عنك واسع! فهذا أيضا لا يكترث العالم به ولا يستعد له بل لعله شيء يهزأ به ويسخر من أصحابه.
والأديان برغم ما يزعم لها من منزلة تقليدية أقصيت تماما عن مراكز التوجيه الأعلى للإنسان. والدنيا الآن تسير بقوة جارفة إلى غير غاية وهى مشغولة أعظم الشغل بالوقود الذي تستهلكه في هذا السير من غذاء وكساء ومتاع وشهوة وذهب وفضة وما يستتبعه الحصول على هذا الوقود من خصام وسلام واغتيال واحتيال وانقسام وانسجام.
وهذا هو عمل الدول قديما وحديثا في عصبة الأمم ومجلس الأمن. وقد سخر العلم تسخيرا ناجحا في هذه الآفاق كلها. ويوشك أن تأخذ الأرض زخرفها وتزدان ويظن أهلها أنهم قادرون عليها.. ثم ماذا بعد ذلك؟. إن الأفئدة لما فرغت من الإيمان بالله واليوم الأخر امتلأت إيمانا بأمور أخرى اختلقتها اختلاقا. فالحقيقة كما يقول العلامة "هاري أرسون" في كتابه كيف تكون رجلا حقا؟: .. إنه ما من إنسان يستطيع أن يكون غير مؤمن فقد ر كب الإنسان من الناحية النفسانية بحيث أصبح مضطرا إلى الإيمان بالله أو بغيره!. ومتى مات الإيمان الإيجابي فإن الإيمان السلبي يحل محله. يتعلق بالمستحيلات أكثر من الممكنات وبالآراء التي تجعل منا ضحايا للحياة لا سادة لها وبالفلسفات التي تدفعنا إلى مثل الحالة النفسية التي كان "رابليه" يجود فيها بأنفاسه وهو يقول: اسدلوا الستار فقد انتهى تمثيل المهزلة.
وهذا صحيح فالإنسان إن لم يعبد الله عبد غيره ولن يتحرر البتة من العبودية ” إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا "وفى التدليل على هذه الحقيقة يذكر المؤلف أن صديقا لـ "برجنيف" كتب إليه يوما لشيء : "يبدو لي أن وضع الإنسان نفسه في المحل الثاني هو كل مغزى الحياة. فأجابه قائلا : يبدو لى أن اهتداء المرء إلى ما يقدمه على نفسه ويضعه في المحل الأول هو كل مشكلة الحياة.. فالذي يقدمه الإنسان على نفسه كائنا ما كان هو ما يؤمن به. ومتى بذل الإنسان إيمانه من قلبه فقد شد زناد النشاط الإنساني ا. هـ".
ونحن نأسف لأن الأجيال الحاضرة ضلت سبيل الإيمان الصحيح واستنفدت قواها في باطل بعد باطل. كما نأسف لأنها لما عجزت عن التسامي بالغرائز السفلى استنامت لها وهامت فيها وقررت إطلاق زمامها لتعربد كيف تشاء. وعندي أن هذا الارتكاس الروحاني يفوت ثمرات التقدم العلمي كلها فخير للناس أن يمشوا على الأرض وهم أطهار من أن يطيروا في الجو وهم لصوص. وخير للأرض أن تكون معابد مضاءة بالشموع من أن تكون مراقص مضاءة بالكهرباء. على أي أنقاض قامت المادية الحديثة: إن المادية القائمة على نوازع الأثرة وقوانين المنفعة وانتهاز اللذائذ واشترائها بأي ثمن قد كسبت المعركة ضد الأديان دون أن تجد أمامها مقاومة تذكر. ونعنى بالأديان ما كان له أصل محترم من وحى السماء. أما ما يسود الهند والصين واليابان وغيرها من وثنيات أخذت سمت الدين وصيغته فهي أفكار وعواطف أرضية لا مكان هنا لمحاسبتها. وإنما نعرض لليهودية والمسيحية.. ثم نتكلم عن الإسلام.
ولما كان التقدم العلمي والاتجاه المادي قد طفر طفرته الكبرى في الغرب حيث توجد اليهودية وتسود المسيحية. ولما كان الإسلام في هذه الفترة محسورا في بلاده بين همل لا يدركون شيئا ولا يحسنون عملا بل كان شائه الحقائق طامس المعالم راكد التيار.. فقد انفردت المادية بالديانتين القديمتين فافترستهما ونظرت فى شرق الأرض وغربها فلم تسمع صوتا يتحداها. فظنت أن الأمر قد استتب لها ولم تحسب في الإسلام قوة يستطيع بها البقاء بله زيادة من قوة يستطيع بها المغالبة والنجاح. إذ كانت جماهير المسلمين أشبه بالغيوم الكثيفة حول شمس الإسلام تميت شعاعه وترد نهاره ظلاما طويل.

http://www.alghazaly.org/
 


   
   
:الاسم
:البريد الالكتروني

:التعليق

 

سلسلة الحوار الحق


برنامج شواهد الحق


برنامج أجوبة الإيمان


برنامج حقائق وشبهات


برنامج الرد الجميل


مناظرات أحمد ديدات


التوراة والإنجيل والقرآن


حقائق قرآنية


لماذا أسلمت


آيات القرآن ودلائل القدرة


صيحة تحذير


لماذا أسلموا


علماء مسلمون


محمد الرسالة والرسول


محمد المثل الأعلى


 
  
المتواجدون الآن
  7157
إجمالي عدد الزوار
  36764267

الرئيسية

من نحن

ميثاق موقع البيان

خريطة موقع البيان

اقتراحات وشكاوي


أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع